الوكيل الاخباري- قال الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، إنه تم تشكيل لجنتين للتحقيق في أسباب وتداعيات حادث سقوط رافعة بناء داخل الحرم المكي، أمس الجمعة، ما أدى إلى مقتل 107 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 200 آخرين.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية 'واس' عن الفيصل قوله - خلال تفقده لموقع الحادث - إن الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمتها الدفاع المدني، باشرت الحادث في حينه.
وزار الفيصل المصابين الذين وصلوا إلى مستشفيات مكة، قائلا إن إصاباتهم لن تمنعهم من إكمال حجهم، وأن الدولة ستوفر لهم تنقلاتهم في المشاعر بسيارات مجهزة من وزارة الصحة لإكمال فريضتهم.
واستبعد وليد سلطان مهندس إنشائي، أن يكون البرق هو السبب في سقوط رافعة الحرم المكي، مشيرًا إلى أن الصورة المتداولة مفبركة، خاصة وأن البرق لا يمكن أن يضرب أي جسم من أسفله كما أظهرت الصورة ، على حد قوله.
وصرح أحمد بن محمد المنصور، المتحدث باسم رئاسة شؤون المسجد الحرام أن قسما من الرافعة سقط عند الساعة 17:10 مساءً، نتيجة العواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة.
ويشهد الحرم المكي حاليا تنفيذ مشروع كبير لتوسيع ساحاته 400 ألف متر مربع إضافية، ما يتيح استقبال 2.2 مليون شخص في وقت واحد، حيث تم نصب عدد كبير من الرافعات لتنفيذ هذه الأشغال.
ويأتي الحادث في الوقت الذي يستعد مئات آلاف المسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج. وأعلنت وكالة الأنباء السعودية، الجمعة، أن قرابة 800 ألف حاج وصلوا للسعودية لأداء فريضة الحج.
وانطلقت اليوم السبت، أعمال إصلاح الأضرار الناجمة عن حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي أمس، أدّت إلى وفاة وإصابة مئات الأشخاص.
وبدأت فرق الإصلاحات بتغيير الأرضيات الرخامية المحطمة في منطقة الطواف، قبل أن تنتهي من أعمال إزالة الرافعة المنهارة، فيما مدّت السلطات شريطًا أمنيًّا في مساحة 500 متر مربع، تقع في منطقة السعي بين الصفا والمروة.
ومنعت السلطات دخول الحجاج إلى الطابقين الثاني والثالث من أجل أداء صلاة الفجر، بينما تجمع عشرات الأشخاص إضافة للحجاج لمشاهدة موقع الحادث، بينما قام البعض منهم بتصوير موقع الحادثة بواسطة الهواتف المحمولة. وتُعتبر الرافعة، التي سقطت، الأكبر بين أكثر من عشر رافعات موجودة في المنطقة، وتُستخدم من أجل توسعة منطقة الطواف في الحرم المكي. وفي حوار مع أحد شهود الحادث، قال الحاج التركي، قادر درلي للأناضول، إن الرافعة سقطت مصدرة صوتًا شديدًا، موضحًا أنه شاهد عددًا كبيرًا من المصابين ممددين على الأرض والدماء تنزف منهم، فيما سارعت قوات الأمن في الحرم المكي إلى تغطية جثث الموتى عقب الحادث.
بدوره قال خليل أركتان، إنه لم تحدث فوضى في الحرم رغم وقوع الحادث الكبير. وأعلنت رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مساء أمس الجمعة، أن 'العواصف الشديدة والرياح القوية، التي شهدتها مكة اليوم (أمس)، هي السبب في سقوط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام'. وأعلن الدفاع المدني السعودي، في وقت لاحق، ارتفاع عدد ضحايا سقوط الرافعة في الحرم المكي إلى 107 حالة وفاة، والإصابات إلى 238 إصابة.
بينت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أسباب سقوط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام على جزء من المسعى والمطاف، ما أسفر عن عدد من الوفيات والإصابات.
وقال المتحدث الرسمي للرئاسة أحمد المنصوري في بيان توضيحي 'إنه في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق من عصر اليوم (الجمعة) ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية على العاصمة المقدسة سقط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام على جزء من المسعى بالمسجد الحرام والطواف'.
وفيما يلي ونرصد فيما يلي أسوأ الحوادث التي شهدها موسم الحج:
1978: مقتل أكثر من 400 شخص أغلبهم من الحجاج الإيرانيين، في اشتباكات مع قوات الأمن السعودية خلال مظاهرات في مكة ضد أمريكا والغرب.
1990: وفاة 1426 شخصاً إثر تدافع في نفق مؤدي إلى الحرم المكي.
1994: تدافع على جسر الجمرات يؤدي إلى مقتل 270 من الحجاج.
1997: مقتل 340 حاجاً وإصابة 1500 في منى إثر اشتعال النيران في الخيام.
1998: تدافع خلال رمي الجمرات يسفر عن مقتل 180 حاجاً.
2004: مقتل 251 شخصاً وإصابة 244 إثر تدافع في رمي الجمرات.
2006: انهيار فندق صغير في مكة يسكنه حجاج آسيويون أسفر عن مقتل 76 شخصا في 5 يناير/ كانون الثاني.
2006: مقتل 363 في تدافع خلال رمي الجمرات في 12 يناير/ كانون الثاني.